في حضرةِ العدنان
في رَحمِ آمِنةَ الرّؤومِ رسالةٌ
مَلأَتْ نفوسَ الكائناتِ سُرورا
في ليْلةٍ وضّاءةٍ وُلِدَ الهدى
شَغَفَتْ قلوبَ النّاظرينَ حُضورا
حتّى أبو لَهَبِ الّلعينُ قد افتدى
الطّفل اليَتيمَ ذبيحةً وتمورا
مِن قبلِ آدمَ كانَ خَلقُ مُحمّدٍ
في جنّةِ الفردوسِ يَسطَعُ نورا
في حضرةِ العدنانِ يَنبضُ خافِقي
والرّوحُ تَهتفُ فرحةً وحبورا
أنّى مَشَيتَ حبيبَنا هطَلَ النّدى
وشذا النّسائمِ نَلتَقيهِ عُطورا
صلّى عليكَ الّلهُ يا خيرَ الورى
ونراكَ عبدًا للإلــهِ شَكورا
سَمّوكَ أهلُ الشّركِ صِدْقًا عادلاً
عَرفوكَ بدءًا صادقًا وجَسورا
أنتَ الحبيبُ وأفتَديكَ بِمهجتي
مهما مُدَحتُكَ لن أفيكَ شُعورا
صلّيْتَ في الأقصى وخلفَكَ موكِبٌ
من أنبياءٍ كَبّروا تَكبيرا
ودنوتَ من عرشِ الإلهِ مهابةً
في ليْلةِ المعراجِ كُنتَ مُنيرا
جاءَ الرّسولُ محمّلاً خيرًا لَنا
للمؤمنينَ العابدينَ بشيرا
هذا النّبيُّ اخْتارهُ ربُّ السّما
لِلخَلقِ بُشرى ناصِحًا وَنذيرا
لو داسَ فوق الصّخرِ أُصبحَ ناعمًا
مهما قَسا للتّوِّ صارَ حريرا
قد جاوزَ الكفّارُ أبعادَ المدى
فلسوفَ يلقى الظّالمون عَسيرا
**********
خَتمُ النُّبُوّةِ لِلحبيبِ محمّدٍ
لم يُعطِهِ ربُّ الورى لِسِواهُ
ولَهُ الشّفاعَةُ يومَ نَلقى رَبَّنا
يا سَعدَ مَنْ في الرّوضِ كانَ يَراهُ
اللهُ خَصَّ حَبيبَنا بِشَفاعَةٍ
ما نالَها مَنْ لم يَنَلْهُ رِضاهُ
هذا النّبِيُّ يَقولُ ربّي أُمّتي
حتّى تَطالَ الآخِرينَ يَداهُ
هذا الرّسولُ وخَيرُ خَلقِ اللهِ
وهْوَ الهُدى والأنبِياءُ وراهُ
لولاهُ ما خَلَقَ الإلــــــــــهُ أجِنَّةً
أو كَوكَبًا أو جِنّةً وسَماهُ
هُوَ أحمدٌ فعليهِ صَلّوا إخوَتي
فازَ الّذي مِنْ حَوضِهِ أسقاهُ
أشتاقُ ألقى سَيِّدي ومُعَلّمي
خَيرَ البَرِيّةِ مُنيَتي ألقاهُ
الحمدُ للهِ الّذي أهْدانا
لِنَكونَ مِمَّنْ يَهتَدي بِهُداهُ
ونَكونَ مِنْ أتْباعِ أحمدَ دينِهِ
هُوَ ذا الّذي ربُّ السّما يَرضاهُ
فَفِداكَ روحي يا الحبيبُ محمّدٌ
أنتَ الّذي قلبي انْتَشى بِهَواهُ