(الأطناب الواهية)
"البحر البسيط"
أجهدْتَ نفسكَ أن ترقى إلى القممِ
وتمتطي صهوةَ الأمجادِ والشممِ
أراك تلهثُ مسعوراً وملتهفاً
تطاردُ الركبَ لكنْ دونَ مُغتَنمِ
خارتْ قواكَ لسَبْقٍ لستَ تدركهُ
تومي لبارقةٍ وأنتَ في الرِمَمِ
فتلكَ منزلةٌ أطنابُها زحلٌ
بالعلمِ والصدقِ والمعروفِ والشيمِ
وما ارتقی مَنْ تراهمْ في مَحامدها
إلّا بفيضٍ مِنَ الأخلاقِ والقيَمِ
ما ضرَّ لو ترتقي مهلاً مراتبَها
وتقتفي الأثرَ المحمودَ بالهِممِ
لتشتهيكَ نفوسٌ كُنتَ تَمقتُها
ويعتلي قدْرُكَ المهدورُ بالنِقمِ
لكنْ أراكَ كديكِ الرومِ مُنتفضاً
الريشُ منتفشٌ واللحمُ في وَرمِ
وتجتدي من كرامِ الناسِ أروقةً
لتطنبَ البيتَ رفرافاً بلا نغمِ
وأنتُ في القاعِ تحدوها بمغرفةٍ
والغيرُ يكتبُ سطر المجدِ بالقلمِ
فاقعدْ لِقدركَ بينَ الناسِ مُحتَرَماً
ترى الفضائلَ قد تأتيكَ بالنعَمِ
فإنَّ هذْركَ بينَ الناسِ جعجعة
والفعلُ مَنْقصَةً في ردْهةِ الوخمِ
فالمجدُ يا مدّعي صدقٌ ومعرفةٌ
يقتادهُ خادمٌ للقومِ والقيَمِ
يسعى لمنفعةٍ للناسِ قاطبةً
ويرفعُ الحيفَ عمَّنْ غاصَ بالألمِ
ويحتسي الماءَ إنْ أصحابهُ سَغبوا
ويدفعُ اللقمةَ الملأى بلا ندمِ
أوْ فانتقي مِن بناتِ الفكرِ أجنحةً
تسمو عليّاً من اللاشيءِ والعدمِ
واسرحْ بنومِكَ بالأحلامِ مُؤتنساً
فقد ينالكَ ما تسعی مِنَ الحُلمِ
فالناسُ تعرفُ من رفَّتْ جوانحُهُ
ليرتقي بالمَلا في قمّةِ القِمَمِ
الشاعر:خالد محمد إبراهيم
سوريا / التوخار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق