(لقاء العيون)
إن العيون إذا تلاقت خلسةً
وتبسمت عند اللقا شفتانا
ضحكت لنا الدنيا ولان عصيُّها
والزهر فاق عبيرُه الريحانا
والطيرُ غنّى والأزاهيرُ انتشتْ
وهفا النسيمُ يداعبُ الأفنانا
والسحر بددت الهمومَ فيوضُه
والقلبُ يرقصُ حالمًا نشوانا
والوردُ ينثرُ من شذاه أطايبا
والزهرُ هز جمالُه الأغصانا
ياليتَ قاطرةَ الزمانِ تعطلتْ
فتوقفتْ حين التقتْ عينانا
لأظلَّ أرشفُ من حديثهما هوًى
عذبا يُروِّى قلبىَ الظمآنا
وأذوبُ فى دنياهما بعد الجفا
مثل الفراشِ يداعبُ النيرانا
أغراه سحرُ النور أسكره الهوى
فانساقَ يحتضنُ اللظى نشوانا
حتى تلاشى فى الهواءِ مع الضيا
ذهب الفراشُ مع الرياحِ وبانا
يا لوعتى يا ضيعتى إنى أنا
صبٌّ إذا نظرَ الحبيبُ ولانا
فقد النُّهى وتبعثرتْ أفكارُه
وارتج قلبُه رقّةً وحنانا
وتهادى فى جو السماء كأنه
خيطٌ من النور استحال دُخَانا
راحت تُمــَزقه الرياحُ كأنه
ــ من بعد كونه كائنا ــ ماكانا
شعر: يسري هني علي
بحر الكامل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق