ضِفافٌ من الماضي
مَنْ ذا الـــذي على ضــفافكِ زَرَعَ الورود
و رهــــــنَ العمـــرَ و القلـــــــبُ لكِ رَدَاح
جــاد بفيـضٍ من حـبه و العاشق يجـود
غُـصَّةٌ تحشرجـت و انـزوى الإفصـــــاح
وُئـِدت الأمـاني تبعثـرتْ منهـا الوعــــود
و لا بارقــةً سـطعتْ ولا أفقــــاً قــد لاح
يغـدو لشــاطئٍ حــلَّت به الصُّــــــــدود
تــذرفُ العيـنُ دمعـاً من كثـرةِ الجـــراح
مـاضٍ حـزينٌ و ارتداه حـلمٌ مــــــوؤود
طائـره من النـــوى مكســور الجنــــــاح
مهيـضاً و أســىً و الفــرحُ لن يعـــــــود
يا ليــت شعـــري كم كنتُ لـه مــــــدَّاح
تـلك الليالـــي همــسٌ و القمـر شهــــود
أبـحرتُ بالعشـــــق وكنـتُ المـــــــــلَّاح
رشــفةٌ على إيقاعهــا صــمتٌ يســــــود
و ينسـدلُ عن الكتفيــــــن الوِشــــَـــاح
عــينانِ تتوهجـانِ يـنزوي الشــــــــرود
و الشفـــاهُ تتلمـــظُ الرَّحــيقَ بِإلحــــاح
تعـزفُ على نايِ وجـدٍ تَضطّرِمُ الرُّعُــود
شهيـقٌ يـزفُّ للعشـــاق لقـــــاءَ الأرواح
أأنا يا قــدري ما زلــتُ بذاكَ موعـــــود
أم باقيــة على وجنات القلب الأتـــراح
لعمـري ما بَرحـتُ وعـداً بيننا معقــــود
فـما ليـل البعــاد إلَّا و يليـه الإصبـــــاح
بقلمي: مصطفى حلاق /سوريا
( روح الروح)
19/10/2021
رَدَاح : واسع
مهيض : واهن
تتلمظ : تتذوق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق