(( الفعل والقول ))
بالقولِ كلٌّ تُطربــونَ المَســــمَعَ
وكأنّــهُ رُطَـــبٌ جَنـــيٌّ أينـــــعَ
تترنَّـمونَ كما الطيــور بلحنِهـــا
أو مثلَ قُمْـــريٍّ بغصـنٍ أسـجعَ
والكـــلُّ منّا يسـتفيضُ مواعظا
ويكيلُ كيلا في المزادةِ مُوجعا
ليتَ الذي يهبُ المكـارمَ والتقى
يخـشـــى الإلهَ ويتَّـقي مـا وزَّعَ
ويخافُ يوما قمطريرا جامعـــا
فيه البريـّةُ تســتغيثُ تَزَعزُعـــا
فكفاكَ قـولا والفعــالُ زهيــــدةٌ
بئس المقال وقُبْحُ فعلِكَ أوجـعَ
لو كانَ هدْيُكَ يرتـقي لمكـــــارمٍ
لم يبقَ حيّا في الأنامِ مُقَنَّعــــــا
ولعُدنا في عَرضِ السماءِ شَواهقا
نســـمو عليَّـــا دونَ أنْ نتصــــنَّعَ
إنَّ التغنِّـــي دون جَنْـيً مُـثمِــــرٍ
أودَى بأمَّـــةِ يَعربٍ أنْ تُصــــــفَعَ
وتروا الهوانَ يفيضُ في أطنابكمْ
مثلَ القطيعِ وقد أضَلَّ المَرتــــعَ
فاقرنْ مقالـكَ بالفعــالِ مُـــجَدَّدا
وذرِ التعالي كي تَقــــرَّ وتنفــــــعَ
ودعِ الأُلى بعظيــمِ فعلِهُـــمُ الذي
شهدَ النجابـــــةَ قبلَ أنْ يتـــوزَّعَ
لا تعبدِ الآبـــاءَ وانهــجْ نهجهــــمْ
واهتـــدْ بأفعـــالٍ لهمْ كي تُبــدعَ
واصعدْ بنفسكَ للمعالي وانتسبْ
فكريــمُ فعلِكَ يســتزيدُ تَرَفُّعـــا
الشاعر: خالد محمد إبراهيم/سوريا
منبج/ التوخار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق