(( جنة وجحيم ))
يا جنّــــةً ترتادها الأطيـــــــــارُ
وتواترتْ في طيبـــها الأخبـــارُ
يتوافــدُ الأصحابُ تحتَ ظلالها
وتحيطُهـــمْ في عطرِها الأزهارُ
كَــمْ قالَ في أفيــائها منْ عابـرٍ
وارتـــاحَ من وعثائـــهِ الســـيّارُ
حتى تضافرتِ النحوسُ بأرضنا
وتزاحمتْ في قربهــــا الأقــدارُ
ألفيتَني أجثو بجــــانبِ أيـكـــةٍ
مترقّبــــا وتحيطني الأســـــرارُ
ارتابُ من عزفِ الحدودِ ولحنها
لحــنٌ تزيغُ بســـــمعهِ الأبصـــارُ
تصلُ القلوبُ إلى الحناجرِ فجأةً
ويعودُ صـــفْوٌٌ شـــاحبٌ غـــدّارُ
وترى جلابيبَ الجمــــالِ تنكّرتْ
بلبوسِ بُؤسٍ أُسْـــدِلَتْ أســــتارُ
يا جنـّةً هجعَ الجحيـمُ بقربهــــا
قد أقفـرتْ ومريدُهــــــــــا زَوَّارُ
حتى البلابـــلُ غادرتْ أعشـاشَها
وغدتْ ملاذَ مقيلِهــــــا الأطـلالُ
ورأيتُ طيـــرا يســتشــيرُ كبيرَهُ
ذاك العجـــوزُ الشـــامخُ المحتـارُ
فيـمَ الترامــي عندَ كــلِّ عشـــيِّةٍ
والشــهبُ تلمــعُ صوتُهــا هـــدّارُ
فأجابَ ارحلْ يا صغيري وابتعـدْ
وانـجُ بنفســك إنَّــهُ الإعصــــــارُ
فالقــومُ قفـــرٌ رَبْعُهـــمْ بـــهِ رُتَّـعٌ
يَترنَّحــون تحيطهُــــــمْ أســـوارُ
أعرفْتَ جنّتنا التـــي نهــذي بها؟
فمقامُهـــا يا صاحبي (التوخارُ)
الشاعر: خالد محمد إبراهيم/سوريا
منبــــج / التوخـــــــــار
................................................
قال: يقيل من القيلولة وهي النوم في الظهيرة
التوخار: قرية على نهر الساجور شمال منبج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق