الخميس، 17 فبراير 2022

على ضفاف النبع بقلم الشاعر عادل شمالي / فلسطين

على ضفاف النبع/ عادل شمالي
...........
يطربني خرير ساقية النبع
أجلس على كرسيٍ بجانب ضفافه
تشدو الأطيارُ من حولي
تغريداتٌ وشدوٌ وصفير
وسقسقةُ طيور
وأنا مسترسلٌ أحنُ إلى الزمن الجميل
في شهر شباطٍ والأدقُ في منتصف الشهر
الشمس تعانقني بحنان دفئها
والطقسُ جميلٌ يميلٌ إلى ربيعي
استفاقت الزهورُ  بغير موعدٍ
الصفّير  عصا الراعي والبرقوق
واللون الأخضر يكسي المحيط
ونسوةٌ تبحث عن أكلة مفضلةٍ انتظرتها بشغف
العلت، والخبيزة وقرص عنه والدردار 
منهن من يقطف النعنان البري في محيط رأس النبع
وأخرياتٌ يجمعن الجرجيرَ و"الحميضَ"
وأنا  مزلت أُبحرُ في خيالي
أجلس على كرسيي تحت شجرة السدر المعمرة بجانب النبع
أختمرُ بموسيقى من وحي الطبيعة
تُسكرني نغماتُ وشجى الخرير
لا عود ولا كمان يضاهيها
على بعد أمتارٍ حنين ناي يطرب آذاني
العازف راعي البلد
يراقصُ النسماتَ والزهر 
يتمايلُ شمالًا ويمينًا، غنيًّا مخمورًا بعزفه وعذوبة ألحانه
تكتمل الصورةُ برجوعي إلى أيامٍ مضت
أيامٌ سادَ الحبُ فيها والوفاء 
الطبيعةُ جمالٌ
والناسُ بسطاءٌ وأتقياء
والمياهُ عذبةٌ 
والنبعُ لقاء الأحبة والعشاق
بكيت على زمن كان الحب وفاء
والطبيعةُ سحرٌ وغذاء
رجعتُ إلى واقعي مع أني تمنيت البقاء
بماٍض لن يعودَ
أردتُ أن أهربَ من واقعِ النفاق
وخوفي من مستقبلٍ مجهول الهوية 
لا يعرف مصيره إلا الأنبياء.
.......
٢٠٢٢/٢/١٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الدر المكنون بقلم الشاعر خالد محمد ابراهيم / سوريا .....

(( الدر المكنون )) راحت تغوص ببحــرها الهـــدار وتصــوغ درّا كامن الأســـــــرار وتفيضُ من درر الكلام عذوبـــة ملأتْ بقــــاع الأرض بالأخبــ...