أَخُوكَ
أَخُوكَ الَّذِي قَدْ أَفْرَزَتْهُ المَصَائِبُ
...يُؤَازِرْكَ دُونَ النَّاسِ دَوْماً يُحَارِبُ
تَجِدْهُ وَقَدْ نَادَى بِنَصْرٍ مُسَانِداً
...وَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرْجُو مُعِيناً وَطَالِبُ
أَخُوكَ الَّذِي يَرْعَاكَ إِنْ كُنْتَ حَاضِراً
...وَفِي عَيْنِهِ دَوْماً وَإِنْ أَنْتَ غَائِبُ
وَيَحْزَنْ إِذَا هَمَّتْ هُمُومٌ نَوَازِلٌ
....وَيَفْرَحْ إِذَا مَا عَنْكَ وَلَّتْ نَوَائِبُ
وَلَيْسَ أَخاً مَنْ كَالَ بَسْمَةَ خَادِعٍ
....يُسِيلُ الزُّعَافَ، القَاتِلَ وَيَسْكُبُ
وَمِنْ أَجْمَلِ القَوْلِ الأَنِيقِ مُنَمَّقاً
....يَسُوغُ إِفْكاً، صَوَاباً يُجَانِبُ
فَكُنْ بِالتَّوَقِّي وَالأَنَاةِ مُسَلَّحاً
....إِذَا أَنْتَ يَوْماً لِصَاحِبٍ مُصَاحِبُ
وَحَاذِرْ كَذُوباً خَادِعاً مُتَحَايِلاً
....كَحِرْبَاءَ دَوْماً لَوْنُهُ يَتَقَلَّبُ
كَمَا الحَمَدَانِي قَالَ يَوْماً بِحُرْقَةٍ
....بِقَلْبٍ كَوَاهُ الحُزْنُ غَمًّا مُعَذَّبُ
وَأَعظَمُ أَعداءِ الرِجالِ ثِقاتُها
....وَأَهوَنُ مَن عادَيتَهُ مَن تُحَارِبُ
وَشَرِّ عَدُوّيكَ الَّذي لاتُحارِبُ
....وَخَيرُ خَليلَيكَ الَّذي لا تُناسِبُ
محمد الإمامي
بحر الطويل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق