الاثنين، 31 يناير 2022

ساعة الصفر بقلم الشاعرة اسماء مصطفى نعامنة

ساعة آلصفر ؛

أخبروني أنها في غيبوبةٍ وقالوا . 
هي بدونكِ تحتَضِر .

هِمتُ على وجهي تفجّرت براكين عيوني وفُوّهاتها تقول
من بعدها أنا لستُ بحاجةٍ إلى آلنظر .

في غياهب آلعتمات بحثتُ عنها ، سألتُ مخدعها ، فساتينها ، حيطان بيتها وكل آلصوَر .

سألت عنها آلصُحبة وآلأحبه جميعهم قالوا .
بقربنا منذ زمنٍ لم تمُر .
أيقظني صوتها في حلكة غسقٍ  وساعة فجر .

تسلّل إلى أسماع جوارحي وقال
يا خنساء عصرك بحرفك وشعرك 
انتٍ أيوب آلصبر .
 
شدّني طيفك من شرفات بيتي ، فرأيت آلسماء باكيه ، دموعها تنهمر .
وثلج بلادي أحمر آلأهداب بلون آلدّم وحرّ آلجمر .

سألتُ قلبي ،سألتُ لهفتي ومحبتي ، 
سألت ما آلخطب وما آلأمر ؟ قالت
أنتٍ آلتقيّة آلمؤمنه بحكم آلله وآلقدر فقد دَقَت ساعة آلصفر .

 قالت . بنيّتي . فيكِ آهات شاعر ورهف مشاعر 
أحزانكٍ خنسائيه وأعرف أن في قلبك طعنات خناجر .

ولكن أعلَمي أن آلقدر جائر ، يكره آلحب ، 
يكره آلحنان وطيب آلمشاعر .
يحقد على آلهواء على آلشتاء وعلى آلغيم  آلماطر .

يحقد حتى على آلمنكوبين في آلخيام ،
على أكفانهم آلثلجيه يحقد ويتلَذّذ بدحرِهم إلى آلمقابر .

راحلتي توأم روحي ، أأنتِ هناك ؟ سأرسل إليكٍ جسداً بلا روح 
وقلبٌ لا يحتضنه جسد ، باتَ على فراقكّ غير قادر .

سأرسل إليكٍ مذكرات طفولتنا وشبابنا ، فقيدتي آلغاليه ، أرسلها 
وأنا مكسورة آلظَهر آلقلب وآلخاطر 

أرسلها إليكٍ لتتَعانق أرواحنا 
وهناك تهجي كل فاجر . 
           ****
بعد ليالٍ أضأتُ فيها آلشموع 
ولم يخطر ببالي جراحٌ ولا دموع .

وفي ليله جافى آلكرى عيوني 
تضرّعتُ إلى آلله وناديت محمد موسى ويسوع .

أستغفر آلله ، مهب آلريح ، ذهبَ دعائي ذَهبَ رجائي 
تحطّمَت آمالي وقفزَ قلبي من بين آلضلوع .

تبعثرت قصائدي وتكسرت أقلامي 
آنكسر ظهري ولم أعُد أقوى على آلوقوف أو آلركوع .

حين أيقنتُ أن خطوط قلبها آلمتعرجه قد آستقامت
خمدَت أنفاسها وآنطفأت في قلبها آلشموع .

تصاعدَت نهدات قلبي وعلى أوتارِه ترجمة لكل آلحروف 
بين نقاطها تقول أنها رحلَت وانتهى آلموضوع .

راحلتي آلغاليه سوف يقودني آلهجر إلى منفاكٍ 
وأعرف أني سأموت آحتراقاً في بحر آلدموع .

ولكن ، ما يواسيني إنكٍ في عهدة آلخالق أنتٍ فهو فيكِ أولى 
ونحن بأمره نُسلِم ، دوماً في خنوع .

أسماء مصطفى نعامنه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الدر المكنون بقلم الشاعر خالد محمد ابراهيم / سوريا .....

(( الدر المكنون )) راحت تغوص ببحــرها الهـــدار وتصــوغ درّا كامن الأســـــــرار وتفيضُ من درر الكلام عذوبـــة ملأتْ بقــــاع الأرض بالأخبــ...