أيا فلسطين بقلم الشاعر جميل عبد القوي درهم

أَيَا فِلَسْطِين 

أَن دَمْعُك قَدْ أَصْبَحَ نَهْرًا 

وضفافك أَنْبَتَت نَخْلًا 

وَحَزِن قَدْ تَرَكَ نُدِب 

كَأن الْأَقْصَى قَد صُلْب فِيه نَبِيّ ..

مَرَّةً أُخْرَى 

أَوَلَم تُقَامُ فِيهِ الصَّلَاةُ 

ولايحتفى بِذِكْرَى لَيْلَةَ الْإِسْرَاءِ 

تَارَة تبسطي تَارِيخ خَارِطَة ..

الْفُتُوحَات وَتَارَة تطوي خَارِطَة ..

الْعَرَب وَتَارَة تقرئي تَارِيخ أُمِّه 

تَبْكِي بِمَرَارَة وتترقبي لَعَلَّ ..

اللَّهَ يَأْتِي بِمُعْجِزَة كُبْرَى 

أَنْ تَحْلِقَ طُيُور الْأَبَابِيل فِي سَمَاءِ ..

الْأَقْصَى 

أَيَا فِلَسْطِين 

لاتبحثي عَن جحافل جُيُوش ..

الْفُتُوحَات 

حَتَّى إنَّ هَبَّتْ مِن ثراها 

سَوْف تَمُوت عِنْدَ حُدُودٍ الْعَرَب قَهْرًا 

أَن جُيُوش الْعَرَب تَخْلُو مِنْ ابْنِ ..

الْوَلِيدِ أَو الْمُعْتَزّ أَو الْمَأْمُون ..

أَوْ صَلَاحٍ الدِّينِ أَوْ الْمُعْتَصِم 

أَيَا فِلَسْطِين 

أتضني بِأَن أَنْهَار عَيْنَاك سَوْف ..

تَبَحَّر عَلَيْهَا أَساطيل الْعَرَب لتَحَرَّر ..

الْأَقْصَى 

اخْتَلَط الدَّمْع بِنَهْر دِجْلَة وَالْفُرَات ..

وَلَم تُرِي نوأخذ سُفُنٌ تَطُل مِنْ الْبَحْرِ 

وَمِنْ شِدَّةِ مُلُوحَة الدَّمْع ..

أَصْبَح نَهَرِهَا بَحْرًا يَسِيرٍ فِيهِ ..

بزهو الْحُكَّام وَالْقَادَة فِي نُزْهَةِ ..

عَلَى يَخْت فَأَخَّر مَطْلِيّ بِالذَّهَب ..

عَلَيْه صُورَة تَظْهَرُ فِي عَمَلِهِ 

أيافلسطين أَطْوِي خَارِطَة الْعَرَب ..

ماعاد يُفِيد لُغَةً وَلَا الْأَنْسَاب وَلَا لَقَبٌ 

لاتستنجدي بِغَيْرِ اللَّهِ 

أَن الْجُيُوش الْعَظِيمَةِ الَّتِي أعدوها ..

متأهبة فِي متارسها لِحِمَايَة ..

الْحُكَّام الْعَرَبِ مِنْ إخْوَانِهِمْ الْعَرَب 

وَيُغَلّقُون بِهَا البُلْدَانِ الَّتِي فُتِحَوها ..

منذو زَمَن القادة 

ايافلسطين لَوْ تَدْرِي سَوْف ..

تشكيهم إلَى اللَّهِ 

أَن رَعَايَا حُكَّام الْعَرَبِ فِي ..

أَوْطَانِهِمْ سجناء دَاخِلٌ أَسْوار 

ومعظمهم هَجِّرُوا قَسْرًا ..

ونصفهم نازحين ولاجئين ..

يَبْحَثُونَ عَنْ مَأْوَى أوفارين ..

مِن حُرُوبٌ ليس لها معنى..

 ويحتمون بِالْفَرَس وَالْعَجَم ..

والرومان 

كَانُوا ذَاتَ يَوْمٍ يَدْفَعُون لِلْمُسْلِمِين ..

جُزْئِه 

 

جَمِيل عَبْدِ الْقَوِيِّ دِرْهَم