الأربعاء، 23 فبراير 2022

ستقبر ارضنا جند الغزاة بقلم الشاعر محمد عبد القادر زعرورة / فلسطين

................ سَتَقْبِرُ أَرْضُنَا جُنْدَ الغُزَاةِ .......................
... الشاعر ...
...... محمد عبد القادر زعرورة ...

سَتَقبِرُ أَرضُنا جُندَ الغًزاةِ
وَقَد قَبَرَتْ كَثيرَاً مَنْ غَزاها

سَيُهزَمُ كُلُّ مَنْ يَغزو بِلادي
وَتُغْرِقُهُ البِحارُ في مِياها

لِأَنَّ الأَرضَ تَرفُضُ في بِلادي
يموتُ بِها وَيَحضُنُهُ ثَراها

ولَنْ يَرضَىَ التُّرابُ يَضُمُّ نَجِسَاَ
وَيَلفُظُهُ ويَأبَىَ مَنْ سَباها

سَتَحرِقُ أَرضُنا كُلَّ الغًزاةِ
وَتَذرو رَمادَهْم خارِجَ حِماها

وَكانَت أَرضُنا حِصنَاً مَنيعَاً
وَقَدْ خَانَ البِلادَ مَنْ رَعاها

بِكُلِّ الحِقْدِ قد سَرَقوا بِلادي
وكانَ الغَزوُ عُنوانَ السَّفاهَا

بَريطانيا الَّلئِيمَةُ أُمُّ الخَبائِثِ
وفِرَنسا الَّلعِينةُ مُجرِمَةٌ مَعاها

غَرَسَتْ بِأَرضي أَرجاسَ العَوالِمَ
وَدَنَّسَتْ فيهِم أَرضي وَسَماها

أَتونا مِنْ بِلادِ الغَربِ ظُلْمَاً 
وَذَاقَ الشَّعبُ وَيلاتِ أَذاها

أَتونا مِثلَ قِطعانِ المَواشي
والاستِعمارُ جَوْرَاً مَنْ رَعاها

عَلىَ أَيْدٍ مِنَ الإِجْرامِ رُبَّتْ
وَكُلُّ الغَرْبِ بِالقُوَّةِ حَماها

يَهْدي البِلادَ لِقَوْمٍ لَيسُو مِنَّا
وَشَرَّدَ شَعْبَها طَمَسَ سَناها

مُلُوكُ العُرْبِ قَدْ خانَتْ بِلادِي
وَما زالَ التَّآمُرُ في سَمَاها

وَغُرْبانُ العُروبَةِ في سُباتٍ
وَبَعْضُ العُرْبِ أَسْبابُ بَلاهَا

وَعُصْبَةُ الاوغادِ جائِرَةٌ عَلَينا
تَمْنَحُ الأَوْطانَ لِلِصِّ بِحِماها

تَدَّعِي الأَخلاقَ وهِيَ فاقِدَةٌ 
قِيَمَ الأَخلاقِ في كُلِّ خُطَاها

حَضَنُوا الَّلقِيطَ وَصَارَ لَهُ كِياناً
وَشَرَّدُوا شَعْبي بِلَيلَةٍ وَضُحاها

وُحًوشُ الإِنْسِ إِجرامٌ شَنِيعٌ
بِقَتْلِ الطِّفْلِ جُنْدِيْهِم تَباهىَ

دُعاةُ رِوايَةٍ كَذِبَاَ وَزًورَاً
وَلَيْسَ في وَطَنِي حَجَرٌ رَواها

وَشَعْبُنا الجَبَّارُ عَاشِقُ لِلتُّرابِ
يُقَدِّمُ الأَرواحَ فَدْوىً لِثَراها

يَعْشَقُ تُرابَها وَالمَاءَ فيها
وَنَسيمُ صُبْحِها يَعْشَقُ هَواها

وَنُجُومَ لَيْلِها والبَدْرَ فيها
وَشُروقُ شَمْسِها عَشِقَ بَهاها

عَشِقَ البَلابِلَ والطُّيُورَ وَزَهْرَها
وَأَشجارَ الصَّنَوْبَرِ في ذُرَاها

وَالتِّينَ وَالزَّيتُونَ وَالرُّمَّانَ وَزَهرَهُ
عَشِقَ الجِبالَ تِلالَها وَرُباها

عَشِقَ البِلادَ وَأَهْلَها وَتُرابَها
وَكُلَّ ما فيها عَشِقَ سَناها

أَرضُ الآباءِ وَالأَجدادِ نَعْشَقُها
وَنُقَدِّمُ الأَرواحَ سَهْلاً لِثَراها

شَعْبٌ يَخُوضُ مَعامِعَ الأَهوالِ
لِأَجْلِها وَلَنْ يَرْضَىَ سِواهَا

.....................................
كُتِبَتْ في / ١٥ / ٦ / ٢٠١٩ /
... الشاعر ...
...... محمد عبد القادر زعرورة ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الدر المكنون بقلم الشاعر خالد محمد ابراهيم / سوريا .....

(( الدر المكنون )) راحت تغوص ببحــرها الهـــدار وتصــوغ درّا كامن الأســـــــرار وتفيضُ من درر الكلام عذوبـــة ملأتْ بقــــاع الأرض بالأخبــ...