(حبيبتي / ربيع دهام)
شربتُ مِن حضنَكِ
وما ارتويتُ
وهل يشبعُ مِن دارِهِ
بيتُ؟
حمرُ العروقِ قد صاحتْ
"حبيبتي"
وسبقني بكائي
لمّا ناديتُ
وكتمتُ حنيني
لصدري أبوحُ
فأجهشتْ دموعي
"لكِ حنيّتُ"
يا كَرْمَ الفؤادِ
والحبُّ زيتوني
إلى أين تُرى
عيناكِ أخذوني
فُقّاعةٌ عمري
والحبُّ رياحُ
والوطنُ أنتِ
في ظلِّكِ أرتاحُ
وأذوبُ هُياماً
كصبحِ الجليدِ
عنواني صدرُكِ
لو أضاعوني
أتصفّحك بِنَهَمٍ
يا سحرَ الروايةْ
ويا روعة البدايةِ
حتى النهاية
صفحتي الأولى
لعينيكِ أهديها
وإسمك خلف كل حرفٍ
فيها
أرسمكِ لوحةً
على غلافِ الوريدِ
وتتغرغر بكلماتكِ
شراييني
فلا تجزعي يوماً
لو عنكِ رحلتُ
وحملتُ حقائب الريحِ
وسافرتُ
إلى أينما في الهوى
يا حلوتي تنقّلتُ
إليك
كموجِ الشواطئَ وصلتُ
جناحي
سُحُبُ الطيرِ الشريدِ
وحنيني إليكِ غصوني
يا قلبي الذي انغمسَ
في شتاءِ صقيعِكِ
يا برعم الوردِ
في أول ربيعِكِ
أفصحي للناسِ
عن سرِّ شؤوني
فإنهم
لو أبعدوني عنكِ
قتلوني
وأخبري من دفنوني
تحت الترابِ
ومن سدّوا عليَّ
كلَّ الأبوابِ
بذرةٌ أنا
تلقِّمُكِ عينيها
يا أعزّ وأغلى
ما لديها
لو أهالوا حفرتي
برمل الصحاري
حبُّك بقلبي
مثلما الأمطارِ
أو أنزلوا جثماني
في آتونِ الثرى
إنما في نبض قلبكِ
دفنوني
يا كَرْمَ الفؤادِ
والحبُّ زيتوني
إلى أين؟
إلى أين تُرى
عيناكِ أخذوني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق