رَحْلِه إلَى الْمَجْهُولِ . . ,
بَدَت شاحبة مُثْقَلَةٌ كَشَجَرَة اقتلعتها الرِّيح ماعادت تَحْمِل قَوَّاهَا مِنْ هَوْلِ ماحِل بِهَا حتى صارت ك ورقة ذَبُلَت هرئت تنقاد بمَهَبِّ الرِّيحِ . . وسُرْعَانَ مَا فُضِّلَت كَالشَّمْس كُسِرَت الصُّوَر الْجَمِيلَة أهتزت أَرْكَان الْوُجُودِ لها وفِي صَمْتُهَا كَأَنَّهَا بُرْكان صامت فِي ثورته الْأَرْض كَأَنَّهَا الزِّلْزَال بَاتَت تَرتحل بِخُطًى مُثْقَلَةٌ لا تدري ، أَيْ حَالَ حَلَّ بِهَا . . قلبها صار يُحْمَل صَرَخَات مُقَيَّدَةٌ بِرْواز الصُّوَر قَد انْكَسَر فياسماء العَوَاصِف ترأفي بالمقهورة المظلومة بددي عتمتك بِشَرَّي بِوِلَادَة شَمْس جَدِيدَة فَصَمَت أُذُنِهَا خشية أن تُسْمَعُ صَوْت قَلْبُهَا الْمَكْسُور ... يا ترى هل في أفاقها مَن يُعِيد لها حلماً سَرِقَتَه الظروف ووجعهاً بَات يَكْفِيهَا ماعادت تفكر بالرجوع . أَيُّ ظُلْمٍ أَي قَهْر حل في سمائك قيد قلبك الْمَكْسُور ... وهناك صوت قابع تحت ظلمة الجنوح ينادي تَابِعِيٌّ مَسِيرَك عَسَى غَدِك يَشِع بِالنُّور من جديد ... فَيَا يَا عَيْنُ لَا تَبْكِي ويا قلب لا تحزن ويا سماء أغيثيها حُبًّا … والسؤال يعيد العد من جديد أغدا تغادرين تَنْسَيَنّ.... تبتعدين ...ترحلين بعيداَ عَن رحل الألم . . حاملة خيبة مُسَافِرَة إلَى الْمَجْهُولِ تخفِي حُزناً ووَجعاً أستظلين تغرسين وَرَدَّة الْأَمَل …وردة أَحْرَقَهَا أَنِينٌ إلْيَاس … أصرخي بِصَمْت …لأن الْقَدْرِ قَالَ كَلَّمْتُه عِنْدَمَا قَدْر لَك أَنْ تَكُونِي خَرْسَاء بكماء ... وبَيْنَ هَذَا وَذَاكَ قَلْب يَحِن لمشاعر تُفِيض بالوداد . . هيا أجْمَعِي قَوَّاك أذْهَبِي إلَى الْأَمَل المنشود …هدئي مِن رَوَّعَك آيَتِهَا النّمِرَة المتمردة أنهضي دمري كسري أَنْيَاب الْغَدْر الْآتِيَةِ مِنْ المجهول . . حيث حر الخُذلاَن كان كَافِياً لِأثبَات أنّ لاَ شَيء يَدُوم…
نوال وهبة….
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق