مزروعًا بالغارِ واليَاسمين/ عادل شمالي
..........
دَعْني الفُّكَ بشال قصائدي الدّافئةِ
أُحميكَ من برد الغربةِ
أُشعلُ نارَ أشواقي الملتهبةِ في ثنايا الحواس
تداوي أوجاعَ بعدكَ
وتذيبُ طريقكَ المتجلّدةِ بجمودِ اللّا عودةِ
شاختْ أعصابي
وما شاختْ شغافي
ولم تنطفئ لواعجُ وتيني وشراييني
ما زالتْ كريات دمكَ الحمراء والبيضاء تتدفّق في فؤادي
أيّها الوطنُ الغائبُ الحاضر
ما زلتُ أمهّدُ الطّريقَ إليكَ بنظراتي المفعمةِ بأملِ اللّقاء
أحرقُ السّرابَ بشموعِ الأمل
فَأنا ما زلتُ أتلذّذُ ثانية ما قبل الرّحيل والنّزوح
كنتُ صغيرًا أعيشُ أحلامي بين أحضانكَ
في أوجّ الرّبيعِ
ثِق.. ثِق.. ما زلتُ أسيرُ بوجداني إلى مكتبةِ الذاكرةِ
أحاولُ ان أتلمّسكَ.. أتحسّسكَ
فراشةً تحتضنُ الزّهرَ بشفتَيها
ونحلةً تمتصّكَ رحيقَ حبٍّ ووفاءٍ
دعني أطوي الطّرقاتِ وأذيبُ الجبالَ
أُسابقُ الرّيحُ
ربّما أرتمي بين ذراعيكَ...
أشتمّكَ قبلَ المغيبِ
تلفّني بخيوطِ شمسكَ
أرى النّورَ من جديدٍ
تحرّرني من كفني من قفصِ العتمةِ
أراكَ من جديدٍ
مزروعًا بالغارِ واليَاسمين
أراكَ في ربيعِ العمرِ
بعد أنْ رحلَ الخريفُ
مع عواصفِ القهرِ والكرهِ والتّدميرِ
أرتمي بين ثناياكَ في واحةِ السلامِ والأمنِ والحبِ والحنينِ...
.......
٢٠٢٠/١/٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق