السبت، 18 ديسمبر 2021

سل نفسك قصيدة بقلم الشاعر / د.عبده عبد الرازق أبو العلا

#للرَّوحِ_أسرار____________________بحرٌ_وافر
-
ألـيـس الروحُ تسكنُ كلَّ حـيٍّ----مِـنَ الأحياءِ تأنـسُ بالـجَـنَـانِ
فبالإنسانِ أصلُ الروحِ حِـسٌ----يَـدُبُّ بـوصفـهِ حِـسُّ الـكـيـانِ
ويـأويـه الـمكـانُ بجمعِ خلـقٍ----بِـهِ الأرواحُ تسـعَـى بالـزمـانِ
فـيـحي كُـلُّ خـلـقٍ فـيـهِ روحٌ----وبـالأنـفـاسِ مِـنْ إنـسٍ وجَـانِ
فـبـالـحـيـوانِ تسـكـنـه لـيحيـا----بـحـسٍّ مـا لــهُ شَــبَـهٌ بِــثــانِ
وبـالأطيـارِ سـاكـنـةٌ لـتـبـقَـى----مُـحَـلَّـقَــةً فـأســرابَ الـعـنـانِ
تُشَـكِّـلُ لـوحـةً بـفـضاءِ كـونٍ----وفيرةَ مَـعـرِبٍ عـنـدَ الـبـيـانِ
فكلٌّ قـد يَـدُبُّ بـقـصـدِ عـيـشٍ----وتختلـفُ المقـاصدُ والأمـاني 
وليستْ بالـدوابِ فقط وقصْرًا----نراهـا بـالـنـبـاتِ وبـالـجِـنـانِ 
تُـلَـوِّنُ زهـرةً بجمـيـلِ عِطـرٍ----كـأنَّ الـلـونَ مَـرسـومَ الـبـنـانِ
وإنْ تـرهـا بـأشـجـارٍ ونـبـتٍ----تجـرُّ المـاءَ مِـن مطرِ الشُّنـانِ  
وذاكَ الـمـاءُ يُـحـيـهـا كـروحٍ----"وإن لم ترتوي" يَبَسًـا تُعـاني
وتُـؤخَذُ كالحطيبِ وقـودُ نـارٍ----لـتـشـعِـلَــهُ تـنـانـيـرُ الـمـبـاني
ويَسْقِفُ سَقْفَ بيتِ كالعريشٍ----ويُـجْـلَـبُ بـالـبعـيـرِ وبـالأتـانِ 
ومـن هـذا رأيتُ الروحَ تبقَى----وتـسـبـحُ بالنوامـيسِ الـحـسانِ
لـذا أحببتُ روحًـا دونَ جسْمٍ----ليـبـقـى عِشْـقُـهـا أبـدَ الـزَّمـانِ
وعشقُ الروحِ يجمعُ كلَّ حيٍّ----وبالأجـسـادِ تختـلـفُ المَـعَـاني
فـأجسادُ الـخـلائـقِ إذ تَـزيـلُ----تحسُّ الروحَ هـمـسًـا بـالمكـانِ
وفـي هـذا يخاطـبُـكَ الحكـيـمُ----بـأنَّ الــروحَ دائـمــةُ الـقِــرانِ
تَشُـدُّ المـرءَ نحو دواءِ جُـرحٍ----إذ الأجـسـادُ تَـرحَــلُ بـالأوانِ 
وينصحُكَ الدوامَ لعشقِ روحٍ----فإنَّ الـعـشـقَ لـلأجـسـامِ فـاني
ويبقى بالنُّفوسِ جمـالُ نـفـسٍ----لها قدرُ المصاحـبِ والمـصانِ
أمـا والـلـهِ لـلأنـفـاسِ بـنــكٌ----يُـراجِـعـنـا بـفـيـضٍ مـن حنـانِ
إذا نقُصَ الزَّمانُ مـن الأحبَّه----رأيـنــا أنَّــه مَــنــحَ الـمـثــانـي
إلـى أن نـلـتـقـي يومًـا بنفسٍ----لـهـا عـنـدَ الإلـهِ عـظـيـمُ شـانِ
-
بقلم د عبده عبد الرازق أبو العلا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الدر المكنون بقلم الشاعر خالد محمد ابراهيم / سوريا .....

(( الدر المكنون )) راحت تغوص ببحــرها الهـــدار وتصــوغ درّا كامن الأســـــــرار وتفيضُ من درر الكلام عذوبـــة ملأتْ بقــــاع الأرض بالأخبــ...