............................أَخْشَىَ مُرَافَقَتَكِ ..........................
......الشَّاعر......
......محمد احمد عبد القادر زعرورة........دمشق.....
طَلَبَتْ أُرَافِقُها إِلىَ البُسْتَانِ يَوْمَاً
فَقُلتُ لَها أَخشَىَ كَيدَ البَناتِ
قَالَتْ أَتَخْشَانِي حَقَّاً وَأَنَا أُحِبُّكَ
فَقُلتُ الخَشْيَةُ مِنْ كَيدِ الحَبِيبَاتِ
أَتَخْشَانِي وَأَنا فَتاةٌ مِثلُ زَهرَةٍ
فقُلتُ لا أَخشَى غَيرَ الجَميلاتِ
ضَحِكَتْ وقَالتْ يَا وَيلاهُ مِنْكَ
أَتَخشَى مِن بَناتٍ طَيِّباتِ
أَتَخشَى نُزهةً في فَصلِ صَيفٍ
بِرِفقَةِ حَسناءٍ بينَ الشُّجَيراتِ
وَتَخْشَى الوَرْدَ وَالأَزْهارَ حَتَّى
وَتَخْشَى النَّحْلَ حَتَّى الفَرَاشَاتِ
وَأَخْشَى الزَّهْرَ بِرِفْقَةِ الحَسْنَاءِ دَوْمَاً
لِأَنَّكِ أَعْطَرُ مِنْ زَهْرِ الجُنَيْنَاتِ
أَتَخْشَانِي حَبيبي رُغمَ أَنَّي أَذُوبُ
بِحُبِّ وَجهِكَ ذَوبَ العاشِقاتِ
وَأَغْرَقُ في هَواكَ بِشِبرِ مَاءٍ
وَلا يُنقِذُني غَيْرَ المُناجَاةِ
إِذا اِبتَسَمْتَ أَرَىَ الأَزْهارَ تَبتَسِمُ
وَإِنْ اِبتَسَمتَ اِبتَسَمَتْ سَمَاوَاتِي
وَإِنْ ضَحِكْتَ فَرِحَتْ رُوحِي بِضِحْكَتِكَ
وَغَرَّدَ القَلْبُ وَانفَرَجَتْ مُعَانَاتِي
وَإِنْ لَمَسْتَ يَدي أَزْهَرْتُ مِنْ فَرَحٍ
وَإِنْ قَبَّلْتَني اِبتَهَجَتْ سَريْرَاتِي
فَإِنْ قَبَّلْتُكَ تُنْعِشُ فُؤادِي وَإِنْ
أَوْسَعْتَني قُبَلاً فُتِحَتْ سَمَاوَاتِي
وَغَدَوْتُ بَدْراً سَاطِعَاً يُضِيئُ عَلىَ
كُلِّ حَسْناءِ وَعاشِقَةٍ مِن رَفِيقَاتِي
أَلَسْتَ حَبِيبي وَمَعْشُوقِي وَرًوحِي
وَرَاحَةُ نَفسِي بَيْنَ الفَاتِناتِ
أَلَسْتَ مَنْ إِذا غِبْتَ تَغيبُ رُوحِي
وَيُظْلِمُ البَدْرُ حَزَنَاً في حَياتِي
أَلَسْتَ البَدْرُ في عُمْرِي مُضِيئَاً
تُنِيرُ لِي دَرْبي وتَمْحُو الظُّلُمَاتِ
فَكَيفَ تَخْشَانَي يَا نُورُ عَيْنِي
وَهَلْ تَخْشَى النُّسُورُ مِنَ القَطَاةِ
تُرَافِقُني بِنُزْهَةِ رُوحٍ في الحَدائِقِ
فَأَزْهُو بِرِفقَتِكَ زَهْوَ المَاجِداتِ
أَتَخْشَانِي حَبيبي أَبُوق فِيكَ وَهَلْ
تَخْشَانِي أَكُونُ مِثْلَ الفَاسِداتِ
مَعَاذَ اللهِ أَنْ أَكُ مِنْ أُولَئِكَ
وَوَيْمُ اللهِ مِنْ خَيْرِ البَناتِ
أُحِبُّ هَواكَ مِنْ قَلْبٍ نَظِيفٍ
وَقَلْبِي يَأنَفُ كَيْدَ الكَائِداتِ
تَعالَ مَعِي إِلىَ البُسْتَانِ نَلْهُوا
وَنَقْطِفُ أَزْهارَ المُروجِ الرَّائِعاتِ
ونَقْفِزُ بَينَ الزَّهْرِ مِنْ زَهْرٍ لَزَهْرٍ
ونَجْرِي خَلْفَ أَسْرَابِ الفَرَاشَاتِ
نَروحُ كَما يَروحُ النَّحْلُ خُمْصَاَ
وَنَغدُو بِأَجْمَلِ أَلوانِ الحَيَاةِ
وَنَعْشَقُ بَعْضَنا بَعْضَاً بِصِدْقٍ
وَنَرسُمُ دَرْبَنا لِما هُوَ آتِ
وَمَا تَطلُبُهُ مِنِّي أُلَبِّيهٍ فَورَاً
وَلَيْسَ لِرَأْيِكَ رَدٌّ يَا مُناتِي
وَأَعشَقُكَ وَأَعْشَقُ مَنْ عَشِقْتَهُ
وَلَيسَ كَعِشْقِي عِشْقُ العَاشِقاتِ
أُحِبُّ هَوَاكَ صَدِّقْنِي بِشَوْقٍ
وَمَا رَقَصَ الفُؤَادُ لِغَيْرِكَ يَا حَيَاتِي
...............................................
.... الشَّاعر ....
......... محمد احمد عبد القادر زعرورة.....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق